أقْـــــبـــــَـــــــلَ الطّبيبُ المدرسيُّ إلى قسمِــــنَـــــــــا، هذا الصّباح، ترافقه مُمَرِّضةٌ نشيطةٌ.
خَافَتْ ألفةُ ، و أسرعت مُحتميّةً بآنستهَا المُعلّمة.
فَلاَطفتهَا المُمَرّضةُ بكلامٍ حلوِ، قائلة:" لا تَخَافي يَا عَزيزتِي، فَأنتِ بُنيَّةٌ نظيفةٌ شجاعةٌ ! .
لبست المُمرّضةُ ميدعةً بيضاءَ ، و أخذت قَلَمًا، و نادتْ واحدًا واحدًا ، فَــــــــفَحَصَ الطَّبيبُ صُــــــــدُورَنَا و قَـــــــلَّبَ عُيــــُونَنَـــــــــا و شُـــــــعُــــــــورنَا ، و رَاقَبَ أَيدِيـــــــــنَا و أَظَـــــــــافِـــــــــرَنَا ، و كَانَت المُـــــمَــــــــــرّضَةُ تُسَـــــــجِّــــــــــلُ مُلاحــــــظاتـــــــــــــه ، عَلَى بِطَاقَاتٍ زَرْقَاءَ و عندَ الخُروج وَدَّعَنَا الطَّبِيبُ وَ مُسَاعِدَتُهُ مُبتَسِمَيْنِ، و شَكَرَانَا عَلَى نَظَافَتِنَا، وحُــــســـــْنِ هِـــــــنْدَامِنَا.