التعاون و التضامن - مساعدة الغريق
شاركت في ناد للسّباحة نظرا لرغبة والدي. واظبت على الذهاب كل يوم حتى أتقنت هذه الهواية و فزت بجائزة أمهر سباح في مدينتنا . ذات يوم طلبت أنا و زملائي من المدرب القيام بيوم هادئ جميل نقضيه على شاطئ البحر فلبى طلبنا بكل سرور.
و في اليوم المقرّر كان الجميع أمام النادي . أتت حافلة و حملتنا إلى شاطئ المدينة. انبهرنا بمنظر ذاك المشهد الرائق إنه حقا يهز المشاعر و يأخذ الألباب فتطرب له النفس إعجابا:
كانت الشمس ترسل أشعتها الوردية الأولى على الكون و الماء ينساب رفرافا كالفضة. قفز الجميع من الحافلة كأنهم لم يروا ذاك المشهد منذ سنين واتجهوا نحو الماء و قد تولى المدرب إعداد المكان. و بعد ساعتين من المرح و التسلية نادانا لأخذ استراحة و تناول الغداء. أكلنا بشهية و شربنا مشروبات واشترينا مثلجات حتى لم نعد قادرين على النهوض ثم بادرتهم قائلة:"لنأخذ استراحة أخرى فنستلقي تحت أشعة الشمس لتغيير لون البشرة لكن سارة فضلت العودة للسباحة ، نصحناها بعدم العودة لأنها ستفقد توازنها و تغرق. لكنها تجاهلتنا. لبس كلّ منا نظّارة لتفادي الأشعّة المضرّة للعين. و بعد دقائق معدودة سمعنا صرخة مدوية منبعثة من البحر تطلب النجدة و لسوء الحظ لم يكن المدرب معنا فقد ذهب لاستطلاع المكان. قمنا فزعين، التفتنا فإذا بسارة تصارع الأمواج و الأمواج تصرعها. تطفو تارة و ترسب أخرى. حتى كلّ ساعدها ووهنت قوتها و بدأت تستسلم للأمواج. تراجع الجميع إلى الوراء لكنني تشجعت و طلبت منهم أن يتصلوا بالحماية المدنية ثم تفاديت المصطافين و شققت عباب البحر. و جاهدت حتى أمسكت بيدها و في طريق العودة ساعدني بعض الشجعان ثم أجرى لها عون من أعوان الحماية المدنية تنفسا اصطناعيا. و بعد دقائق فتحت عينيها فأخبرناها بما جرى و عند عودة المدرب ....