السّلم و التسامح
كنّا في حصّة التّربية التشكيلية نرسم مشهدا طبيعيا باستعمال الألوان المائية فصدمني صديقي علي بمرفقه فاضطربت يدي وتشوّه الرسم. فغاضني ذلك وشتمته فأجابني مبتسما: "إنّي ما فعلت ذلك عمدا". وكان علي أن أصدّقه لأنّي أعرفه طيب القلب، لكن إبتسامته ساءتني وأثارت غضبي فعزمت على الإنتقام منه. فعمدت بعد حين إلى دفعه دفعة شوهت کامل الصّورة التّي رسمها. فاحمرّ وجهه غضبا وقال مهدّدا رافعا يده في وجهي: "أما أنت فقد تعمدت فعلتك. سأنتظرك عند الخروج" ثمّ هدأ غضيي وبدأت أشعر بالنّدامة وتيقنت أن عليًّا لم يتعمّد الإساءة إلي. رنّ الجرس فخرجنا. ولما صرت وحدي في الطريق أبصرته يتبعني فتوقفت وانتظرته وبيدي مسطرتي. وحين اقترب مني رفعت المسطرة، فقال مبتسما: "لا يا مصطفی لنعد صديقين كما كنّا" و ضمّني بمحبّة...