مَا أَحْلَى الوَطَنَ!
سَلَاماً يَــــا وَطَنِـــــي بَعْدَ طُولِ غِيَــــــابٍ، سَلَاما مِــــــنْ مُشْتَاقٍ أَرْهَقَهُ الحَنِينُ لِمَــــرَاتِعِكَـ وَآلَـــمَـــــــهُ بُعْـــــدُهُ عَــــنْــــكَـ.
سَــــنَــــوَاتٌ أَرْبَــــــعٌ قَضَّيْتُهَا في الغُرْبَةِ أحلُمُ بالعَودَة إليكِـ يَــــا تونسُ وَأَحنُّ إلَى رُؤيَة الأَهلِ والخلاَّن وهَا أَنَــــــا اليَومَ أَعُودُ لتَفتَحي لي صَدرَك وتَبتَسمَ لِي شَمسُكِـ وَليَستَقبلَنِـــــي الأحِبَّاءُ بوَجه بَاشّ وقَلْب فَرِح. أَلَا مَا أَجْمَلَ العَوَدَةَ إلَى تُونسَ ! لَقَد صَارَتْ الوِحْشَةُ أُنْسًا. هَا هي مَعَالمُكِـ تُثِير فيَّ الذّكريَات وَتَرجع بي إلَى أيَّام الطُّفُولَة وعَهد الصّبَا..... إنَّ أجوَاءَ المَاضي رائعَة، لم لاَ و أَنا مَن لَه في كلّ رُقعَة حَادثَةٌ وَفي كُـــــلِّ شِبْرٍ ذِكْرَى... كَمْ مَرحتُ في هَذه الرُّبُوع و كَم لَهَوتُ وسُعدتُ....
حَقًّا الوَطَنُ عَزيزٌ.... كَيفَ لَا أُحبُّكَـ يَـــــا وَطَني وأنتَ الذي حَمَيتَني وَكَيفَ لَا أَخدمُكَـ وأنتَ الذي أمَّنتَني وَأَطعَمتَني وَاليَومَ وقَد حَصَّلتُ العلمَ وأنهَيتُ درَاسَتي أَعُودُ إلَيكَـ لأَعمَل لمَجدكَـ ومَجدُكَـ مَجدٌ لي وَ أذُودُ عَنكَـ فسُمُوُّكَـ سُمُوٌّ لي وَ مَنَاعَتكَـ مَنَاعَة لي وَ لَن يَشغَلَني عَنكَـ شَاغل وَمَا أَصْدَقَ الشَّاعرَ إذ يَقُولُ:
" وَطَني لَو شُغلتُ بالخُلد عَنْهُ*-* نَازَعَتْنِي إِلَيْهِ فِي الخُلْدِ نَفْـسِــــي "
كامل إبراهيم جاسم
(التجديد في الإنشاء-بتصرف)