ذات أمسية من أمسيات الشتاء المقرورة اكفهرّ فيها الطقس و أصبح يملأ النفس همّا و غمـّا ، فغامت السماء و تلبـّدت بسحب دكناء لفّت الأرجاء برداء أسود قاتم و هبّت الريح مزعزعة مكسـّرة الأغصان ناتفة ما تبقـّى من أوراق الشجر و سرعان ما أمطرت السماء وابلا من المطر الغزير . عنّ لشادي أن يخرج إلى حديقة المنزل ليتفقـّد عشّ العصافير فهاله ما رأى : فالعصافير المسكينة قد هوت أرضا و ارتعشت أجسامها الصغيرة و طفقت تزقزق طالبة النجدة. رقّ قلب الفتى لحالها و قرّر أن يصنع لها صندوقا خشبيا تضع فيه عشها لذلك ولج غرفته و أحضر أدوات العمل و قبل أن يبدأ بقصّ الخشب إلى قطع صغيرة أحضر منشارا و قص خشيبات مستطيلة وعندما أنهى عمله ألصقها بالغراء كي لا تنفصل . بعد أن أكمل صنع الصندوق وضع العشّ داخله . فزقزقت العصافير طربا ببيتها الجديد.
ما أبهى الرفق بالحيوان.!
بلسم