الراوي: يوم السّوق الأسبوعيّة عادت الأمّ تحمل قفّة مملوءة غلالا و خضرا وضعتها على الطّاولة. تسلّـــــــل أحمد و أمسك بتفّاحة.
الأم : " لا تأكــــــل أيّ نوع من الغلال قبل غسله يا ولدي ."
أحمد : "معدتي قويّة و لن تضرّني تفّاحة واحدة يا أمّي ".
الأمّ : " هذه الغلال و الخضر قد رُشّت بأنواع فتّاكة من الأدوية القاتلة للحشرات و الفطريّات و هي ستسبّب لك الضّرر و ........
الراوي : لم تُــــنهي الأمّ كلامها لأنّ ابنها قد خرج مسرعا دون الاكتراث لنصائحها. و بعد ربع ساعة أمسك الفتى ببطنه و صاح متألّــــــما ... باكيا ... شاكيا .
أحمد : آه! آه !بطني بطني تؤلمني !
الأم ( فزعة) : مابك يا ولدي ماذا حلّ بك؟ هل أكلتَ التّفاحة و لم تستمع لنصائحي ؟
أحمد :نعم يا أمّي ... لقد فعلتُها ... آي بطني... معدتي ... أمعائي تُمزّقني.
الأم : يا إلهي ... ماذا أفعل ؟ هيا لنُسرع و نذهب إلى الطّبيب.
الطّبيب : ما خطبك يا ولدي؟ أرى أنّك تمسك بطنك .
أحمد : بطني يؤلمني جدّا جدّا. و كأنّ سكيّنا غُرِسَ فيها ....
الطّبيب : لا تفزع و اصبر قليلا .... سأرى ما يمكنني فعله .
الراوي : طفق الحكيم يفحص المريض و وميض العزم يلمع بعينه فكان تارة يجسّ نبضه بالسّمّاعة و ينقر بأصابعه الرّشيقة على بطنه.
الطّبيب : ماذا أكلت قبل إحساسك بهذا الألم ؟
أحمد : مجرّد تفّاحة.
الأمّ ( تصيح) : لكن دون غسلها أيّها الطبيب.
الطّبيب ( معاتبا ) : إنّ ما فعلته خطا فادح و جُرم كبير في حقّ نفسك ... أنت تعرف أنّه من الواجب غسل الغلال و الخضر جيّدا قبل تناولها فهي تحتوي على جراثيم قد تضرّ بصحتنا ....عِدني بأن لا تكرّر ذلك ثانية.
أحمد : أعدك يا دكتور.
الطبيب : ستكون بخير حالما تتناول هذا الدّواء.
الأم : جازاك الله خيرا أيّها الطّبيب.
الراوي : حقّا إن الصّحة تاج على رؤوس الأصحّاء لا يدركه إلاّ المرضى! والوقاية خير من العلاج ..