ذات يوم ربيعيّ مُشرق خرج ثامر إلى الغابة سعيا لاصطياد بعض العصافير. حذّرته أمّه من عواقب فِعلته وحدّثته عن ضرورة احترام الطّبيعة و عدم الاصطياد خارج مواسم الصّيد لكنّه لم يُعرها أيّ اهتمام و مضى قُدما لتنفيذ مَا خطّط له.
عندما وصل إلى الغابة، نصب الولد المتهوّر فخّاً تحت شجرة البلّوط الوارفة الظلال ثم اختبأ وراء جذعها الضّخم بحذر وبقي يسترق النّظر و يتلهّف لوقوع عصفور في الفخّ .
بعد برهة، أقبل عصفور صغير أنهكه الجوع والبحث عن الطّعام فلمح الدّودة تتحرّك ولم يتفطّن لوجود الفخّ و في لمح البصر انقضّ عليها المسكين بمنقاره الحادّ يريد أن يلتهمها و يطفئ غائلة جوعه.
شاهد ثامر المشهد فقفز دون تفكير نحو العصفور ليمسك به. لكن هيهات! عَلِقت ساق الصّبي ببعض الأغصان المُلقاة تحت الشّجرة فتعثّر و سقط بقوّة و راح يصرخ من شدّة الألم في ركبته و سالت قطرات الدّماء من ذقنه. أمّا العصفور فقد استطاع الخلاص من الفخّ و طار كالسّهم الخارق الذي فارق قوسه بعد أن ابتلع الدّودة و أرسل زقزقة النّصر بما أنّه تخلّص من الفخ بأعجوبة.
قفل الولد راجعا الى البيت بخفّي حنين وقد امتلأت نفسه حسرة و ندما على عقوقه لوالدته و عصيانه أوامرها و عدم الأخذ بنصائحها.
ثم ردّد في نفسه: " لن أصطاد العصافير ثانية"