أشرقت شمس النّهار الوليد معلنة عن ميلاد يوم جديد يحمل بين طيـّاته طقسا ساحرا و نسيما شافيا .
أفاقت منى البنت المولعة بالتنزّه في أحضان الطـّبيعة. أفطرت ثم خرجت إلى الحديقة الغنـّاء لتتمتـّع بما حبا الله الطبيعة من جمال و سحر . هاهي تطوف بين ما فاح من أزهار و أخضرّ من أشجار متمتـّعة بشدو العصافير الشجيّ و لطافة الفراشات المزركشة .
بينما هي في غمرة نشوتها إذ تناهى مسامعها مواء قطيطة مسكينة و بأسرع من رفـّة الجفن هرعت إلى مصدر الصوت فإذا هي جائعة ترتعش بردا ، قد برزت عظامها و وقف وبرها المُغبرُّ . رقّ قلب البنيـّة لحالتها و حملتها بين راحتيها و عادت بها إلى المنزل و في الحين قدّمت لها الأكل و الشرب فالتهمته في نهم شديد ثم دثـّرتها بغطاء صوفيّ فغطـّت في نوم عميق . حينها تنفـّست البنت الصّعداء و أحسـّت بفرحة لا توصف.
ما أبهى الرّفق بالحيوان !
ما أبهى الرّفق بالحيوان !