سليم ولد يافع في السادسة من عمره ،ساحر الحسن ، بهيّ الطلعة ، متـّقد الذكاء و الفطنة ، يحبّه أهله حبّا جمـّا لأنـّه لطيف الكلام ، دمث الأخلاق ، يساعد الكبار و الصّغار و يحنو على قططه و عصافيره الصّغيرة .
و اليوم هو يوم غير عادي في حياة سليم .ما إن تنفـّس الصّبح مُعلنا عن يوم أضاء نوره حتى أفاق سليم بـُكرة على غير عادته . كيف لا و اليوم هو يوم وُلُوجِه المدرسة للمرّة الأولى ، أصلح من حاله بمساعدة أمـّه الحنون ثم تناول فطور الصـّباح الصـّحيّ و ارتدى ميداعته الجديدة ثم تأبـّط محفظته و حثّ الخطى نحو المدرسة الجديدة رفقة أبيه و قد تهلــّلت أساريره بشرا يهُزُّه الشّوق لاكتشاف عالمه الجديد.
عند الوصول أوصاه أبوه بالاجتهاد و حسن معاملة أصدقائه و الإنصات لكلام المعلـّم و لمـّا رنّ جرس المدرسة و تتابع صليله ، فُتح البابُ على مصراعيه و دلف الأطفال الباحة في نظام و كان سليم في الطليعة ينتظر إشارة الدّخول إلى الفصل بفارغ الصبر.