التضامن و التعاون - اللحظة الحاسمة
ما أجمل الطّبيعة : صفاء جوّ، و نقاء هواء، و إشراق شمس، و زقزقة عصافير . كلّ المخلوقات تضحك مزهوّة ، الأزهار تملأ الجوّ عبيرا والعصافير تبني أعشاشها مطمئنّة لا يعكّر صفوها أحد .فجأة ، قدم صيّاد إلى شجرة وارفة الظّلال و كان بالغ الحيلة و الطّمع فنصب شبكته بقربها و نثر الحبّ الذّهبيّ عليها و غطّاها بالأوراق الخضراء النّضرة ثم قصد إلى مكان مستتر حتىّ لا تلمحه الحيوانات و كلّه أمل أن يظفر بصيد وفير يبيعه في السّوق .
بقي ينتظر و يراقب من بعيد . و لم يمضي وقت قصير حتىّ مرّت مجموعة من الأرانب الجائعة باحثة عن طعام يسدّ رمقها . لمحت حبّات القمح الكثيرة و نظرت إلى بعضها البعض فرحة مسرورة بالغنيمة التي وجدتها . تقدّمت أرنب بيضاء برشاقة تهزّ ذنبها المخطّط تليها صديقاتها ،دون أن تنتبه لوجود الشّبكة أو تحسّ بالخطر .
أخذت الحيوانات الجائعة تلتقط الحبّ المتناثر بسرعة و شراهة كبيرة ، فجأة علقت قوائمها في الشّبكة . هلعت الأرانب و دبّ الفزع في قلوبها . بقيت تتخبّط مرتعشة . قفزت هنا و هناك و تتطاير فروها لكن دون جدوى . تبسّم الصّيّاد و صاح مبتهجا ثم أقبل ليجمع الأرانب في صندوق عندئذ شعرت هذه الأخيرة بالخطر و تذكّرت خرانقها الوحيدة التي تركتها في جحورها تنتظر الأكل . صاحت الارنب البيضاء تقول لصاحباتها :" إن هذه اللّحظة هي التي ستحدّد مصيرنا و مصير صغارنا يجب أن نحيا بالتّضامن و الاتّحاد لنعود لأبنائنا " فتضامنت الأرانب و تآلفت قواها بحركة جماعية و نجحت في القفز مرّة واحدة فاقتلعت الشّبكة و ابتعدت بها بعيدا . حزن الصيّاد و عاد إلى بيته أمّا الارانب فتوجّهت من حينها إلى صديقها الفأر صاحب الاسنان الحادّة فراح يقرض الشّبكة حتّى خلّص أصدقاءه، حقّا،
إنّ في الاتّحاد قوة