التضامن و المواطنة - مساعدة الشاب المسكين
ليلة عيد الفطر المبارك اصطحبتك أمّك لشراء ملابس العيد. و أمام إحدى المغازات جلب انتباهك شاب يظهر عليه الحزن و البؤس يجلس على الرّصيف فاقتربت منه لتقدّم له بعض المال فرفض بخجل كبير. صف ذلك الشاب مدرجا حوارا دار بينكما.
في ليلة آخر شهر رمضان الكريم اصطحبتني أمي إلى المغازات الكبرى و الأسواق العامّة بالمدينة العتيقة.
و عندما عبرنا سور المدينة انبهرنا بما رأينا : أبواب كالوجوه البشريّة ، كل باب له سماته و سحنته ألوانها مختلفة : هناك اللون الأزرق الواضح و هناك اللون الأخضر الفاتح و هناك اللون الأحمر القاني..
و بينما أنا أتجوّل في المغازات إذ رأيت أمام إحداها شابّا قبيح المنظر شعره منتصب على رأسه كأنّه مسلاّت قنفذ حاجباه كثيفان مقوّسان عيناه غائرتان، أنفه أفطس، فمه كبير، شفتاه غليظتان، يكاد العظم يبرز من تحت الجلد. إقتربت منه و مددتُ يدي لمساعدته ببعض المال فرفض بخجل كبير. فجريت نحو أمّي و رويتُ لها ما حدث فقدّمت لي نقودا أخرى و دخلت المغازة فاشتريت ثيابا منها لابنته و أخرى لزوجته و عندما أخذتها له أيضا رفضها.
- لماذا لا تريد أخذها.
- أنا لست متسوّلا بل في الحقيقة شاب تحصّل على شهادة عليا بالأستاذية.
- ألم تحصل على عمل.
- أنا شاب عاطل.
و عندما رجعت إلى المنزل أخبرتُ أبي عن هذا الشاب ، يال حظّه السعيد كان المعهد الذي يشتغل به أبي يحتاج إلى أستاذ.
عدتٌ صحبة أبي إلى تلك المغازة فوجدناه مازال واقفا أمامها.
اتّجهتُ نحوه فأعلمته بالخبر السّعيد فظهرت علامات الفرح على وجهه و قد محت عنه الحزن ثمّ ركب معنا السيارة لنأخذه إلى المعهد ليتعرّف موقعه فيها.