|
ضياءٌ طِفلٌ مُتَفوّقٌ فِي الدّرَاسَةِ فَوَعَدَهُ وَالِدُهُ بِحَاسُوبٍ مُتَطَوّرًا إِذَا نَالَ الجَائِزَة الأُولَى ،فَاجْتَــهَـد وَثَابَر حَتّى تَحَقّق لَهُ النَّجَاح البَاهِرُ. ذَاتَ يَوْمٍ دَخَلَ الأبُ غُرْفَةَ ابْنِهِ حَامِلاً بَيْنَ يَدَيْهِ حَاسُوبًا عَصْريًّا ،فَفَرِحَ ضِيَاءُ بِـهَذِهِ الــهَدِيّةِ وَمَلَأ الغُرْفَةَ بَهْجَةً. فَجَلَسَ عَلَى الطَّاوِلَةِ وَلامَسَ أَزرَارَهُ مُلَامَسَةَ العَارِفِ الخَبِيرِ فَأَصْبَحَ جَلِيسَهُ وَأَنِيسَهُ فَطَالَ مُكُوثُهُ أَمَامَ الحَاسُوبِ وَانْهَمَكَ فِي اللَّعِبِ مِن لُعْبَةٍ إلَى أُخْرَى حَتَّى تَرَاجَعَتْ نَتَائِجُهُ فَغَضِبَ المُعَلّمُ وَ شَكَاهُ لأَبِـيهِ فَـعَقِدَ الأَبُ حَاجِــبَـيْــهِ وَ دَوَّى صَوْتَــهُ قُائِلَا: "لَقَدْ خَيّبْتَ ظَنّي بِكَ فَـالحَاسَوبُ سِلَاحٌ ذُو حَدَّيْن وَ العَاقِلُ مَنْ يُحْسِنُ اسْتِعْمَالَهُ " طَأْطَأَ ضِيَاءُ رَأسَهُ خَجَلاً فَتَأَسّفَ مِنْ أَبِيهِ وَ وَعَدَهُ بِإدْرَاكِ مَا فَاتَهُ وَ قَدْ تَعَلّمَ دَرْسًا لَنْ يَنْسَاهُ.