ما إن داعبت أشعّة الشمس جفني سامي حتى استيقظ وقد اتّقد نشاطا وحيويّة. لقد كان الجوّ لطيفا يغري بالتّجوال لذلك قرّر الولد التّنزه في الحديقة.
بغتة، وبينما كان يجول ببصره باحثا عن زهرة جميلة يهديها لجدّته التي يحبّها كثيرا، رأى سامي عصفورا صغيرا يسقط من أعلى شجرة باسقة. حينئذ أشفق عليه فحمله بين يديه بكل رفق وعلى الفور عاد به إلى المنزل. عند الوصول خاطب الطّفل أمّه متوسّلا "" أمّاه هلاّ تسمحين لي بالاحتفاظ بهذا العصفور المسكين والعناية به ... وكما تعرفين فالعصافير لا تضرّ أحدا، بل بالعكس فهي تدخل على حياتنا الفرحة والسّرور بزقزقتها العذبة" اقتنعت الأمّ بكلام ابنها ولكنّها أجابته:" حسنا كلامك معقول ... ولكن هل يمكنك أن تخبرني من أين جلبت هذا المسكين الهزيل؟" . أضاف سامي مبتسما:" لقد وجدته تحت شجرة في الحديقة، لقد وقع من أعلى غصن ... " سارع سامي الى غرفته حاملا معه صندوق الإسعافات الأوّليّة. ها هو يطهّر الجرح النازف في جناح الطّائر ثم يضمّده بكلّ عناية ورفق وشغف بما يفعل.
بعد مداواة العصفور، صنع سامي قفصا صغيرا ليحمي صديقه الجديد من الحرّ والقرّ و ثبّته على عمود خشبيّ طويل لكي يحميه من الهررة السّائبة. ثم قال له مطمئنا:" لا تخشى شيئا أيّها العصفور ، إنّك في أمان ما دمت معي" و لم ينس الولد العطوف أن يقدّم له شيئا من الحبّ و الماء وواظب على تفقّده إلى أن تماثل للشّفاء .
ومنذ ذلك اليوم أنس العصفور بسامي وأنس به سامي فأصبحا صديقين حميمين.
" ما أجمل الصّداقة حين تكون بين روحين طاهرتين بريئتين "