في الحادي و العشرين من مارس و كلّ سنة و مع بداية فصل الرّبيع الجميل يصادف عيد الأمّهات الذي يقدّم فيه الأطفال الهدايا إلى أمّهاتهم.
استيقظت والدة سامر و سمر من نومها صباح ذلك اليوم من السنة و قصدت المطبخ لتحضّر الفطور لولديها فلحق بها سامر و بيده هديّة مغلّفة بالورق الأحمر كان قد اشتراها لها من المتجر القريب من البيت و كان سامر قد جمع المال من مصروفه طوال الأسبوع الماضي. قدّم سامر الهديّة إلى أمّه وقال لها " عيد سعيد يا أمّي .... يا مهجة قلبي ونور عيني ... أنا أحبّك كثيرا".
كانت فرحة الأم بابنها الصّغير لا توصف كما فرحت بهديّته و راقها ما أبداه لها من محبّة و إعجاب فقبّلته و فتحت هديّتها فوجدت حقيبة جلديّة. شكرت الأمّ ابنها كثيرا و حضنته و داعبت شعره. في هذه الأثناء كانت الصغيرة سمر حزينة بسبب نسيانها لعيد الأمهات فهي قد صرفت كل مصروفها في شراء الحلوى والمرطّبات.
خافت سمر أن تعتقد أمها أنها لا تحبّها. ولكن خطرت لها فكرة فأسرعت وكسرت حصّالتها فلم تجد فيها إلا المال القليل. ندمت على شرهها المفرط وعدم قناعتها. فكّرت قليلا ثم ركضت نحو بائع الورود لتشتري باقة من الأزهار هديّة لأّمها فهي تعلم أنّها تحبّ الورود كثيرا وخاصّة الحمراء منها. وصلت إلى متجر البائع وأخبرته بطلبها. أطرق البائع رأسه مفكّرا ثم نظر إلى الفتاة وقال لها: "يمكنك يا سمر أن تهدي لأمّكـ هذه النبتة الصغيرة فهي تدوم لمدة طويلة ويمكن أن تزيّني بها شرفة غرفتها ". فرحت سمر بالنّبتة و أعجبتها الفكرة و طلبت من البائع أن يلفّها لها بورق الهدايا و عادت إلى البيت و السّرور يملأ قلبها الصّغير. كتبت رسالة إلى أمّها ثم توجّهت نحو المطبخ أين كانت الأم تحضّر الطّعام. أخبرت سمر والدتها أنّها تحبّها و قرأت لها الرّسالة و قدّمت لها الهديّة . عانقت الأم ابنتها و قالت لها مبتسمة مازحة :" الآن أصبحت تحبّينني أكثر من الحلوى".
في المساء عاد الوالد و احتفلت العائلة بعيد الأم و عمّت الفرحة وجوههم .
" كل عام و أنت بألف خير يا أميّ ".