النّصّ:
صادف أن أصيب الهادي بمرض استوجب إقامته بالمستشفى مدّة شهرين. وكان يمْلكُ بَقَرَةٌ توشك أن تلد، وليس لديه من هو قادر على رعايتها في غيابه، فاحتار في أمره، وطرح مشكلته على جاره العمّ صالح فلم يتردّد الجار في المساعدة. وطمأنه قائلا:" لا تحمل همّ البقرة، وفكر في صحّتك يا رجل؟" تأثّر الهادي من موقف جاره، وقال:" لقد التجأت إليك لما أعرفه فيك من مروءة وطيب معشر... ولن أثقل كاهلك بالمصاريف، فهذا مفتاح المخزن وبه كمّيّة كافية من العلف المركّب والتّبن."
لم يمض يوم على دخول الهادي المستشفى حتّى وضعت البقرة عجلين سليمين، وسّر العم صالح بذلك، وأراد أن يَزُفَّ الخبر للهادي إلاّ أنّ أشغال البناء التّي أقدم عليها في المنزل، والعناية المستمرة بالبقرة وعجْليها حالت دون ذلك.
ومرّ الشّهر الأوّل والثّاني، ولم تسمح صحّة الهادي له بمغادرة المستشفى، وفي الأثناء اضطرّ العمّ صالح للمال حتّى يتمّ ما بدأه من أشغال البناء، وحار في أمره، ولم يجد لذلك مخرجا يفكّ ضائقتهُ، وتدارس الأمر مع زوجته، فقالت له:" نبيع البقرة الهادي ونترك له العجْليْن... أَلَمْ نتعب في العناية بها...؟"
التفت إليها زوجها، ولم يجبها، فأرْدفت قائلة:" ما رأيك لوْ بعنا العجلين؟ لا... لا... نبيع عجْلاً واحدًا نفكًّ به كرْبتنا...؟؟"
أطرق العمّ صالح هُنَيْهَةً، ثمّ رفع رأسهُ’ وقد بدت عليه علامات القلق...
التّعليمة:
1-كيف تقبّل صالح الأمانة؟
2-عدّد اقتراحات الزّوْجة، وبين رأيك فيها؟
3-ترى، ماذا ستكون إجابة العمّ صالح على اقتراحات زوجته؟
4-لو كنت مكانه، ما هو الموقف الذي ستّتخذه في مثل هذه الحالة؟
النّصّ:
قَالَ الرَّسُولِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" مَنْ بَاعَ عَيْبًا لَمْ يُبَيَّنْهُ لَمْ يَزَلْ فِي مَقْتِ الله"
(ابن ماجة)
قَالَ الرَّسُولِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ وَلاَ دِينَ لِمَنْ لاَ عَهْدَ لَهُ"
(رواه بن حيّان)
التعليمة:
1-اقرأ الحديثيْن.
2-بيّن علاقة الأمانة بالإيمان في الحديث الثّاني؟
3-اذكر حكم الله في الغشّ في الحديث الأوّل؟
4-اذكر مظاهر أخري من الغشّ وبيّن أثرها في المجتمع؟
منقول من كتاب مدرسي قديم