سليم ولد أكول، يحب الحلويات حبا جما و لا يبالي بنصائح أمه. ذات يوم ربيعي رقّت نسماته، دخل الفتى المطبخ و التهم كلّ الحلوى التي أعدّتها أمّه لعيد الفطر ثم قال مبتسما :" ما ألذّكـ أيّتها الحلوى و ما أطيب رائحتك." في تلك اللحظة دخلت الأم المطبخ و ما إن رأت الطّبق فارغا حتى صاحت فزعة:" ماذا فعلت أيها الشّره، هل أكلت كلّ الحلوى؟ ألا تعلم أن الإكثار منها يضرّ بالأسنان. اذهب الآن و افرك أسنانكـ حتى لا تؤلمكـ."
أردف سليم قائلا :"إنّها نظيفة سأفركها في الصّباح."
أضافت الأم غاضبة :"يال عنادك أيّها المشاكس سترى بعد ذلك نتيجة تكاسلك و عدم اهتمامك بنظافة أسنانك."
ما إن أسدل اللّيل ستائر ظلمته على الكون حتى صاح الفتى صيحة مزّقت السّكون تمزيقا :"آه آه إنّ ضرسي يُؤلمني ... أمّاه انجديني يا أمّاه. لقد بلغت بي الآلام كل مأخذ."
هرعت إليه الأمّ على جناح السّرعة فألفت ولدها في حالة يرثى لها يئنّ أنينا يتصدّع له الفؤاد و يذوب له الصّخر و قالت وفي نبرات صوتها عتاب و ألم :" ألم أوصك بفرك أسنانك قبل النوم ألم أنبّهك بخطورة تناول الحلوى أرأيت نتيجة تكاسلك و شراهتك المفرطة " ردّ الفتى قائلا :" سامحيني يا أمّاه لن أعيد صنيعي مرّة أخرى سأهتمّ بنظافة أسناني في المرّة القادمة."
قضى سليم ليلته على أسوء حال أرقا و عرقا و حمى و قد ازدادت حاله سوء كلّما مرّت السّاعات و ولّت الدّقائق يتوق للشّفاء توق الظّمآن إلى الماء. و من الغد و منذ تباشير الصّباح الأولى اصطحبت الأم ولدها إلى عيادة طبيب الأسنان، هناك استقبله الطبيب هاشّا باشّا و خاطب العليل بثغر باسم :" ما الذي يؤلمك يا ولدي؟ هيا افتح فمك لأعالج أضراسك." رد سليم متلعثما :"ضرسي يؤلمني كثيرا أيّها الطّبيب أرجوك خفّف عنّي الألم المبرّح." أردفت الأمّ :" إن ولدي يا دكتور يتناول الكثير من الحلوى و لا يهتمّ بنظافة أسنانه." أضاف الحكيم:" يجب عليك يا ولدي أن تفرك أسنانك كل يوم وألا تكثر من أكل الحلوى فالوقاية خير من العلاج."