1. ... و كان النعمان ماهرا في الصيد بالأنشوطة، يستعملها في مطاردة الفريسة. وهذه الطّــــريقة في الصيد تحتاج إلى خفّــــة و قوّة و براعة من الصّـــــائد، و كان النّعمان لها مُجيدا.
2. وعندما بدأ الصّيدُ اندفع النّعمان على ظهر " المرعاد" يركضُ هنا وهناك وعلى كتفه الصّقرُ. وانتشر حوله الأمراء كلٌّ يصيد بطريقته. و فجأة صاح أحدهم ˸ " مرحى! مرحى! لقد اصطاد الأمير فيصل غزالا". و اجتمع الكلّ حول هذا الغزال و قالوا ˸ " افتتاح ميمون !" فقال الملك ˸" هذا غداؤنا" وتقدّم الخدم و الطُّــــهاة فأخذوا الغزال و انصرفوا ليُعدُّوه.
3. واستأنف الملك ورجاله الصّيدَ. فسنح لهم حمار وحش يعدو في سرعة البرق، و لَحَظَهُ النُّعمانُ فاندفع نحوه يتبعه رجال الحاشية. و أُرسلت الكلاب و أُجريت الخيولُ، و انطلقت الصقور تطارد الفريسة. فطوّح النّعمانُ الأنشوطة في الهواء ثم قذفها. فالتفّت العروة حول رقبة الحيوان فاندفع هذا الإمام في قوة و عنف و كفاح. وظلّ يقاوم العروة حتىّ خارت قواه (5) فهوى مستسلما (6) . فصاح الأمراء و رجال الحاشية ˸ " مرحى ! مرحى ! سيّد العرب !" ثم رُبط حمارُ الوحش و حُمل على ظهر أحد الخيول و عاد الجميع إلى حيث نُصبت الخيامُ . فلمَّا و صلوا كان الغداء مهيّأ.
عبد العزيز عبد المجيد
( بتصرف)
الشرح ˸
1) الأنشوطة ˸ حبل بطرفة عروة يرمى في عنق الطريدة للقبض عليها.
2) مرحى ˸ كلمة استحسان لإبداء الإعجاب بالرامي إذا أصاب.
3) افتتاح ميمون ˸ بدء مبارك يبشر بصيد وافر.
4) طوّح الأنشوطة ˸ أدارها في الهواء مرارا قبل رميها.
5) خارت قواه ˸ انحلت و ضعفت
6) هوى مستسلما ˸ سقط على الأرض و انتهت مقاومته.
