اقترب موعد عيد الأمّهات فاغتنم أفراد العائلة فرصة غياب الأمّ عن المنزل واجتمعوا في قاعة الجلوس الفسيحة يتـّفقون على شراء هدية مميّزة للأمّ في اجتماع سرّي للغاية.
بدا كل فرد يقترح شيئا مختلفا عن غيره ليكافئ به الأمّ عن تعبها وعمّا فعلته من أجله. تسمّر كلّ واحد في مكانه يفكّر ويخطـّط و يدبـّر. و بعد فترة وجيزة من التّشاور و تقديم الاقتراحات اهتدوا إلى أفكار و توصّلوا إلى اتّفاق فشرعوا يوزّعون الأدوار. قال الأب:« أنا سأشتري البالونات الملوّنة و بعض الزّينة و سأشتري مرطّبات لذيذة و لن أنسى علب الشّكلاطة التي تحبّها أمّكم» . أردف هيثم قائلا: « أنا سأشتري لها آلة أوتوماتيكيّة للطّبخ ، أريدها أن ترتاح من عناء تحضير الوجبات ليلا و نهارا من أجلنا و سيصبح عملها أسهل بفضل هذه الآلة الجديدة ... » أضافت سلمى في فرح :« أمّا أنا فسأتوجّه إلى خالتي الخيّاطة لتصميم فستان من الحرير الخالص ، و لن أكتفي بهذا فقط بل سأقطف لها من حديقة منزلنا الغنّاء ورودا فاتنة و زنبقة يانعة و سوسنه عطرة و أنواعا متعدّدة من الأزهار الفواحة.»
انطلق الجميع لتحقيق هدفه المنشود و في اليوم الموعود، و بعد ساعات من التّحضيرات للحفل، أقيم الاحتفال البهيج فأكل الجميع ما لذّ و طاب ثم أرسلوا بما زاد عن حاجتهم إلى جيرانهم الفقراء فعمـّت الفرحة قلوب الجميع و خاصّة قلب الأمّ الرّؤوم التي شكرتهم جميعا في سعادة بالغة و أصبح قلبها مفعما بالرضى و شكر الله الذي منحها هذه العائلة السّعيدة المتحابـّة و برزت على وجهها علامات الغبطة و على لسانها عبارات الودّ و التّقدير على هدايا زوجها و فلذات كبدها.