يوم الراحة الأسبوعية عزمت الاسرة على الخروج للترفيه عن النّفس وتكريم ابنتهم سناء بمناسبة تخرّجها من الجامعة فاستعدّوا كأحسن ما يكون الاستعداد ووضعوا اللوازم في صندوق السيارة قبل أن يركبوها ولمّا امتطوها بدأت تطوي بهم الأرض طيّا.
و بعد أن وصلوا فرشت الأمّ ناجية بساطا بين الأشجار الباسقة أمّا الأب فقد اقتعد مكانا ظليلا بينما انصرف الأطفال يلعبون و يمرحون حول العيون الجارية و الطّيور الجذلى ترنم أناشيد الفرح فجرى الدّم في عروقهم و تورّدت خدودهم و نسوا ضوضاء المدينة و هواءها الملوّث و استعادت عقولهم طاقتها و قويت شهيّتهم للأكل و حين وضعت الأمّ الطّعام جروا كلّهم نحوه فأكلوا بنهم ثم استلقوا على العشب الأخضر الطّريّ لينعموا بقسط من الراحة فقالت الأمّ: " إنّ في جمال الطّبيعة ما يغنينا عن أيّ جمال "
و انقضى النّهار هادئا وديعا . و لمّا مال قرص الشّمس نحو المغيب نادى الأب:" هيّا اجمعوا فضلاتكم وأوساخكم هل ستتركون الأرض التي احتضنتكم لساعات وساعات ملوّثة؟" شرع الاطفال في جمع الفضلات ووضعها في أكياس بيضاء ثم حملوها في السيارة لرميها لاحقا في أقرب حاوية فضلات ثم امتطوا السّيارة وعادوا للمنزل.
فعلا إنّ العناية بالبيئة و المحيط لامر هامّ جدّا في حياة الانسان المعاصر بل هو ضرورة حياتيّة في ظلّ ما تعانيه الجبال و المناطق الخضراء من أنانية مفرطة لبني البشر.