فصل الربيع
غادر فصلُ الشّتاء بعواصفه و برقه و رُعُوده حزينا لأنّهُ سوف يغيبُ تسعة أشهُر و أطلّ الرّبيعُ الضّاحكُـ المُعتدلُ راكضا بين البساتين الفسيحة و في الحقُول المُترامية الأطراف و في كُــــلّ مكان مزهُوّا بنفسه ليُضيف لمستُه الخضراء على الأشجار و النّبات .
يُقبـــّلُ الرّبيعُ تلك الأشجار الحزينة فتغدُو الطّبيعةُ خلاّبة خضراء و يُزهرُ ريحانُها الأبيضُ و تسيلُ المياهُ الزّرقاءُ النّقيّةُ في الأنهار و الجداول الصّغيرة لتروي النّبات و الحيوان.
في الرّبيع تبتسمُ الأرضُ فرحا و زهوا بعد أن وُلدت الحبّاتُ المدفُونةُ في أعماقها فخرجت زهرات صغيرة تتراقصُ فرحا و حُبُورا ، و شاركها الهواءُ العليلُ رقصها حين كان يداعبُ وجنات الزّهر، و عادت العصافيرُ تُغرّدُ من جديد ، و بنت أعشاشها على الأغصان المُزهرة و الشّمسُ تُراقبُ هذا المشهد بعُيُون مليئة بالأمل و قد تربـّعت في مملكة السّماء و نثرت جدائلها الذّهبيّة على أكتاف الجبال الشّاهقة.
فسُبحان الله الذي أنعم على الإنسان و سخّر لهُ الطّبيعة في أحلى الحُلل.