وصف غروب الشمس
الغروبُ شقيقُ الإشراق، وشبيههُ في كل المعاني التي يحملها، فكما أن الغروبَ فرصةٌ جديدةٌ للغد فالإشراقُ فرصةٌ جديدةٌ لليوم، كلُّ واحد منهما يعطي للآخر السلامَ والمنحة التي يتمناها في توزيعِ عطائهِ على البشرية جمعاء، وليس هناك من يتذمَر من الشمس في غروبها أو شروقها إلا وقد تدمّرَ في داخله شيءٌ من وحي الجمال والرقّة، فما هي في تقلّبها إلا نعمةٌ من خالقِ الكون لتعاقبِ اللّيل والنّهار، فتمنحُ النشاطَ في قدومها، وتمنحُ الراحة في مغيبها وزوالها، ولا تكادُ تغادرُ بلادًا إلا وتبرزُ بالإشراقِ في بلادٍ أخرى، فلا تنامُ ولا تتوقفُ، ولا تنقادُ لكسل أو بطء أو توانٍ عن العمل. إنها بذلك رمز العطاءِ الدائم، لا تتوقف عن كونها مصدرًا للشعاع والحياة، تمنحُ الحياة للإنْسان والنّبات، وتحميه من الأمراض، وتختصر عليه الجهد والوقت في أمورٍ كثيرة، وتجعله يستفيدُ من طاقاتها في تكوين العديد من الاختراعات التي تُفيده في أمور حياته، وقد جزم الأطباءُ بعد دراساتٍ طويلةٍ أنّ البيت الذي تدخله تلك الشمس البهية لن يدخله طبيب، لما تفعلُهُ من مداواة للأرواح والأجْساد.