تخرج النملة كلّ يوم في الصيف إلى الحقول لجمع الحبّ و هناك يستقبلها صديقها الصّرار بأغانيه العذبة و رقصاته الخفيفة فيزيد ذلك من نشاطها و يتضاعف إنتاجها
في يوم جميل ربيعيّ ، لم يأتي الصّرار كعادته إلى الحقل فاحتارت النملة حيرة شديدة لأنّ الصرار لم يحضر ، فكـّرت النملة برهة ثم تساءلت في نفسها :" سأذهب إلى بقيّة النمل و أعلمه بتغيّب الصرار، فليس من عادته أن يهمل إمتاعنا بأغانيه العذبة ، لقد كان دائما يفكّر في سعادتنا و ها قد حان دورنا لإسعاده"
توجهت النملة نحو رفيقاتها و أعلمتهن بالأمر . فكّرت زعيمة النمل قليلا ثم قالت :
" لنذهب إلى بيت الصرار و نأتي به ، قد يكون في حاجة للمساعدة أو قد يكون مسّه سوء "
ذهبت النملات إلى بيت الصرار و تساءلت عنه فقالت أمّه " إنّه مريض ، لقد تعكّرت حالته بعد أن تبلّلت ثيابه بمياه الغدير "
قالت النملات : " نرجو له السلامة ، لقد افتقدناه كثيرا ، لم نعد نستطيع العمل بسبب غيابه عنّا، بعد إذنك سنستدعي له حكيم الغابة".
استدعت زعيمة النمل الطبيب فكشف عنه و وصف له الدّواء فشفي الصرار من علــّته .
و بفضل مساعدة النملات عاد الصّرار يملأ الحقول طربا كما كان فيبعث في جمهور النمل النشاط و حبّ العمل.